وذات يوم، أخبره أحد الحكماء في القرية:
"يا سالم، الكنز الذي تبحث عنه مدفون تحت قدميك، لكنك لا تراه."
اندهش سالم وظن أن الحكيم يقصد كنزًا حقيقيًا، فبدأ يحفر الأرض حول بيته ليلًا ونهارًا، حتى أنهك جسده وأضاع وقته، ولم يجد شيئًا. وبعد شهور من التعب، جلس يائسًا بجوار داره. وبينما كان ينظر إلى يديه المتسختين من الحفر، لاحظ أن التربة التي أخرجها تصلح للزراعة.
فجرب أن يزرع فيها بذورًا صغيرة. ومع الأيام، نمت الأشجار وأثمرت الأرض خيرًا كثيرًا. صار سالم يبيع المحاصيل، وتحولت حياته من الفقر إلى الغنى. عندها فقط فهم كلام الحكيم:
"الكنز لم يكن في الأرض التي تحفرها، بل في جهدك وصبرك واستثمارك لما بين يديك."
العبرة:
الفرص العظيمة ليست بعيدة عنا كما نظن، وإنما هي كامنة في قدراتنا وجهدنا وصبرنا. من يبحث عن الكنز في الخارج قد يضيّع عمره، بينما الكنز الحقيقي في الداخل.