Post ADS 2
منوع

حيلة ،الاجابات الطويله

 هنالك حيلة استعملتها وانطلت لكن ليس على أستاذي، أو وكيلي، أو حتى مدير المدرسة، بل على وزارة التعليم (^ー^)

لمن لا يُحب الإجابات الطويلة، الإجابة قد تكون طويلة نوعاً ما (^_^).

القصة حدثت أثناء الامتحانات المرعبة التي تؤرق أغلب الطلاب، الاختبارات تشكل منعطفاً هائلاً في حياة كثير من الطلاب، الاختبارات التي تجعلنا نقشعر خوفاً بمجرد سماع اسمها، نعم لا يوجد غيرها، اختبارات الثانوية!

بدايةً نحتاج لمقدمة صغيرة كي تكون الصورة واضحة. الامتحانات عندنا كانت بنظام الأتمتة أو التصحيح الإلكتروني (نظام البابل شيت). للتذكير ولمن لا يعلم: نظام الأتمتة مختلف عن النظام العادي، حيث أنك لا تحتاج للكتابة فيه ويتم التصحيح بواسطة الكمبيوتر. النظام كالتالي: ببساطة عبارة عن نوعين من الورق يُعطى للطلاب، نوع للأسئلة ونوع للإجابات. الأسئلة عادة ما تكون أسئلة صح أو خطأ واختيارات متعددة. بعد أن تُكمل حل الأسئلة تبدأ بنقلها إلى ورقة الإجابة، كيف تنقلها؟ في ورقة الإجابة لديك أرقام الأسئلة مقابلها 4 دوائر أو 5 حسب عدد الخيارات المعطاة لك. الدوائر تُمثل الخيارات الموجودة في ورقة الأسئلة. ما عليك فعله هو تظليل الدائرة التي تعتقد أنها تمثل الخيار الصحيح. على سبيل المثال، واجهت السؤال رقم 13 ثم نظرت إلى الخيارات فوجدت أن الخيار B هو الجواب الصحيح، ما عليك فعله هو الذهاب إلى ورقة الإجابات ثم النظر الى السؤال رقم 13 ومقابله تظليل الدائرة المكتوب داخلها B.

طبعاً لا يُسمح لك إلا بتظليل إجابة واحدة فقط. في حالة تظليلك لإجابتين، الكمبيوتر يُلغي درجة السؤال. بمعنى يعطيك صفراً في هذا السؤال.

طبعاً كثير من الأنظمة تسمح لطلابها باستخدام القلم الرصاص في التظليل. نتيجة لذلك، حتى وإن أخطأ أحدهم، يستطيع تعديل خطأه بكل سهولة. للأسف، هذا النظام الجميل لم يكن متوفراً لدينا. كنا نرى هذه العبارات المرعبة عند كل اختبار:

كما تلاحظ، يجب استخدام قلم الحبر، ويمنع استخدام المُصحح (المُزيل) أيضاً. بمعنى آخر، أي خطأ يحدث لا رجعة فيه، درجة السؤال ستلغى مباشرة!

كنا نسمع كثيراً عن ذلك الذي أضاع درجتين بسبب التظليل، وآخر 4، وأحدهم خسر 6 درجات. أيضاً، طوال عامنا الأخير كنا نسمع العبارات التالية:

انتبه تغلط في التظليل ويروح تعبك كله على الفاضي!

دائماً خلك مركز وقت ما تظلل!

التظليل أهم من الاختبار انتبهوا تغلطوا فيه!

هذه كانت المقدمة، نعود لموضوعنا. امتحانات الثانوية اقترب موعدها، ما كنا مُنتظرينه على أحر من الجمر وصل أخيراً. اليوم الأول مر على خير وكان جميل جداً، الاختبار سهل والحالة النفسية في أفضل حال. كذلك اليوم الثاني. كان الوضع أكثر من رائع، إن أستمر هكذا كانت ستكون أجمل اختبارات على الإطلاق!

كما يقال يبدو أن هذا كان النسيم قبل العاصفة. أتى اليوم الثالث، كان الاختبار لمادة اللغة الإنجليزية، أحد أسهل المواد بالنسبة لي، بدأت في قراءة الأسئلة، كالعادة أسئلة جميلة وسهلة. حللت الاختبار كاملاً تقريباً. بعد ذلك، كانت لدي ساعة ونصف للتظليل، ثم بدأت أُظلل بكل هدوء وروقان. ظللت بشكل طبيعي وصحيح حتى السؤال 31، كانت الإجابة D. بعد ذلك، السؤال رقم 32 إجابته B، بدأت في تظليل الخيار B في ورقة الإجابة. فعلت ذلك بكل دقة وسهولة. ثم أردت الانتقال الى السؤال 33، لكني تفاجئت أن السؤال 32 لم يكن مقابله شيء، ماذا؟! كيف؟ لكني متأكد من أنني ظللت، ماذا حدث؟! عدت الى السؤال 31 لأجد المحظور قد وقع، نعم كما توقعت، ظللت خيارين في السؤال 31، ظللت D و B، إجابتين لنفس السؤال!

خذ نفس عمييييق، شهيق عميق، أعمق ما يمكن. حسناً، ذلك بالضبط ما فعلت لحظة معرفتي أنني ظللت إجابتين لنفس السؤال. لا أزال أتذكر بشكل واضح صدمتي في تلك اللحظة. المراقب التفت إلي ثم عاد لعمله بشكل طبيعي، بدا لي أنه معتادٌ على رؤية الطلاب هكذا. بعد ذلك، بكل اكتئاب وتركيز ظللت بقية الإجابات، وكنت آخذ فترات راحة كي لا أخطأ مرة أخرى. ثم تبقت لدي نصف ساعة. تخيل أن تخسر درجات في المرحلة الثانوية وأنت تعرف الجواب، ضلّت هذه الفكرة تنخر رأسي طوال الوقت وأنا اظلل. مبدأياً كنت أستطيع تجاهل الموضوع وتقبل خطأي، بالتالي أخسر درجتين، لكني حاولت التحاذق وفكرت في حل للمشكلة بعدة طرق:

أولاً، أتظاهر أن علبة الماء أنكبت على ورقة الإجابة، ثم ستُعطى لي ورقة أخرى أستطيع التظليل فيها دون أخطاء. هذ الحل كان غير ممكن للأسباب التالية:

  • مهاراتي في التمثيل سيئة إلى أبعد حد، بشكل عام وجهي لا يخدمني كثيراً في المواقف التي تتطلب إبداء مشاعر، سواءاً حزن أو فرح. سيُكشف بكل سهولة أنني تعمدت فعل ذلك ولن تكون هنالك فرصة أخرى.
  • اسمك وصورتك ورقم جلوسك، كل بياناتك تأتي مكتوبة في ورقة الإجابة من الوزارة، بالإضافة إلى ختم وزارة التعليم. حتى وإن تخطيت المشكلة الأولى، يستحيل أن أحصل ورقة أُخرى نفس ورقتي بسهولة.
  • ليس هنالك ما يضمن لي أن الوزارة ستكرمني بورقة بديلة. ربما تقول تحمل عواقب خطأك. لذلك هذا الخيار كان مستبعداً.

ثانياً، استخدام المُصحح بشكل خفيف، ما يعني أنني سأُخالف النظام بشكل واضح وصريح. قد تكون عاقبة ذلك أسوأ من درجتين فقط، ناهيك عن أنه يستحيل علي إيجاد مصحح مع أحد من الطلاب وهو محظور. الأمر أشبه أنني أحاول إيجاد سلاح مع مجرمين مُكبلين في السجن! لذلك كان هذا مستبعداً أيضاً.

فكرت بالعديد من الطرق وكانت كل طريقة لا تختلف عن أخرى، كل الطرق كان احتمال نجاحها لا يتجاوز 3%. بدأت أتقبل الحقيقة المرة، بدأت أطبق ما قرأت في كتاب فن اللامبالاة عن تقبل الفشل. كنت على وشك اليأس وتسليم ورقة الإجابة ثم العودة خائباً.

أثناء ذلك، خطرت على بالي فكرة مختلفة لحل هذه المشكلة. الفكرة كانت بسيطة ولا تطلب أية أدوات خارجية، ما أحتاجه قلم فقط! كان احتمال نجاحها عالي جداً. لكنها كانت تُعد مخاطرة. لحسن الحظ، كنت متأثر في جماعة التنمية البشرية. كانت تعجبني العبارات الرنانة كهذه:

الحل كان كالتالي: أقوم بخرم ورقة الإجابات. بمعنى آخر، أقطع الدائرة المظللة. ما فكرت فيه أنني إن قطعت مكان الدائرة، فلن يبقى دائرة أساساً ليمسحها الكمبيوتر، بالتالي سأحصل على الدرجة. كانت الورقة ستبدو مخرومة كهذه:

حل بسيط أليس كذلك؟ بالفعل بسيط! ما أحتاجه فقط هو قطع الدائرة. المخاطرة كانت أنني سأعبث في الورقة، سأقوم بتقطيعها. ورقة الاجابة الرسمية لطالب صف ثالث ثانوي والتي تحوي كامل بياناته وصورته، المختومة من الوزارة، الموقعة من مدير المدرسة، الموقعة من قبل الطالب، سأقوم بتقطيعها بكل دقة واحتراف!

بالفعل هذا ما فعلت، لم أكن أملك الخرامة، لذلك استخدمت القلم وقطعت الدائرة بدقة مُتناهية، لك أن تتخيل كمية التوتر والخوف وأنت تقطع ورقتك وتعبث بها ولا تعلم نتائج ذلك. بعد أن تأكدت أن الدائرة مقطوعة بشكل كامل، قمت بتسليم الورقة. عقلي أقنعني مباشرة أن العملية نجحت ثم عادت إلي طاقتي وأكملت بقية الاختبارات بكل سلاسة وهدوء، حريصاً على عدم تكرار الخطأ ذاته.

ما أن أكملنا الامتحانات حتى بدأ المُخرج بداخلي بتأليف السيناريوهات العجيبة:

  • ماذا لو علمت الوزارة بحركتي، وقررت معاقبتي على ذلك! حسناً، لا بأس بإنقاص 10 درجات من مجموعي، ربما يكون العقاب إعادة السنة، ربما تقرر الوزارة حرماني من المرحلة الجامعية! بالطبع لا داعي لإخباري أن هذا سيناريو ممتاز لفلم هندي 😅
  • ماذا لو لم يتعرف الكمبيوتر على ورقتي، سوف أرسب!. طبعاً لا تسألني ما علاقة الماسح الضوئي بالورقة، حتى أنا لا أعلم. جهاز بصمات ممكن 🥲

استمريت بالتأليف واللعب مع خيالي لمدة ثلاثة أشهر. بعد جحيم دام لأكثر من ثلاثة أشهر من الانتظار، تم الإعلان عن نتائج الثانوية. وجدت أني قد حصلت على درجة السؤال، علمت أن الحيلة قد انطلت بالفعل على وزارة التعليم (^_^). بفضل هاتين الدرجتين، حصلت على الترتيب الأول على فروع مدرستي. بفضل هاتين الدرجتين، تم إعطائي لابتوب لا أزال أملكه إلى الآن (^.^).

هذه ورقتي التي تم إجراء العملية لها:

كما تلاحظ مكان الدائرة الحمراء، تم قطع الورقة \(^_^)/.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-